نجنا منها يا جبار

كتبت سحب في mdm news في إحدى حلقات مسلسل فرنسي، و في باريس في نهاية القرن التاسع عشر، الطبقة الارستقراطية مع تجاوزاتها المعتادة، تقيم معرضا خيريا.فجأة، تنشب النيران، فيتحول النبلاء إلى وحوش بشرية يسعون بشراسة للخروج من باب المعرض،فترمى بروتوكولات الطبقة الراقية عرض الحائط و يبقى حب الحياة المبدأ الأوحد.
و لعل ذلك المبدأ قد أخذ من نفوسنا كل مأخذ فنسينا أو تناسينا كثيرا من المبادئ الأساسية.فالإخوة تتفرق بسبب الإرث بل في حياة الوالدين و الأيتام تؤكل أموالهم و الكبير لا يعطف على الصغير فينشأ الأخير قاسيا،منصرفا عن العائلة إلى عالمه الخاص…
لقد تفشى حب الذات و الأنا في مجتمعاتنا فتشتت العائلات و ندرت الصداقة و انتشرت الأمراض النفسية و العصبية و كثر استعمال المهدئات.
فهل حكم على إنسان العصر الحديث أن يعيش وحيدا معزولا وسط الزحام ؟
و أية حياة باردة تلك إن لم تدفئها شمس المحبة؟
أنا لا اشجع نشر خصوصيات المرء على مواقع التواصل، فتلك أيضا ظاهرة مرضية في مجتمعاتنا، ولا أن يبتعد الواحد منا عن أقرب الناس إليه!
و أعود إلى ذلك المسلسل الفرنسي لأقول اني أرى من أمثال أبطاله الكثيرين في حياتنا اليومية، يتدافعون بغير وعي… ولعل تلك النار هي الهموم و الديون المتراكمة على إنسان العصر الحديث من فواتير و أقساط،غيرت ملامحه البشرية فتحول إلى وحش آلي يرقم علاقاته ليطرح فوائدها متناسيا روابط الدم و ملاعب الصبا…
مهلا يا أصدقاء، لا زلنا فوق الأرض، نحن لم نسكن المريخ بعد!! وقد حذرنا رب العزة من تلك النار مرارا و تكرارا في كتابه الكريم.
فنجنا منها يا جبار !!