أخبار عاجلةسياسة

الحريري يُعلن عودة “المستقبل” إلى العمل السياسي: باقٍ إلى جانبكم وسأكمل معكم لنكمل سوياً بوصية رفيق الحريري

في الذكرى العشرين لاغتيال الشهيد رفيق الحريري أعلن الرئيس سعد الحريري عودة تيار المستقبل إلى الساحة السياسية، مشيداً بخطاب القسم لفخامة الرئيس جوزاف عون ومؤكداً على الدعم للعهد.

وقال الحريري: “منذ عشرين سنة نزلتم إلى هذه الساحة وقلتم للرئيس الشهيد رفيق الحريري: رح نشتقلك، واليوم بعد عشرين سنة عدنا إلى هذه الساحة لنقول لرفيق الحريري: اشتقنالك، منذ عشرين سنة في هذه الساحة طالبتم بالعدالة وبإرادتكم طردتم نظام المجرم بشار الأسد من لبنان، بعد عشرين سنة وقبلها ثلاثون من الحكم الطائفي والمعاناة والظلم والقتل والاعتقال والتعذيب والوحشية، قام الشعب السوري البطل، وطرد المجرم من سوريا”.

وتابع: “ربما هذه هي بداية العدالة وربما هذه نهايتها، في الحالتين رأيتم كيف أنه إن لم تنصفنا عدالة الارض فعدالة رب العالمين لا يهرب منها أحد”.

وأردف: “هذه مناسبة لنعلن دعمنا لإرادة السوريين ولاستقرار سوريا وإعادة إعمارها وإرادتنا بأفضل العلاقات الندية من دولة لدولة باحترام كامل للسيادة والاستقلال”.

وتوقف الحريري عند الأزمات الأخيرة قائلاً: “في هذه السنوات العشرين، مر بلدنا بأزمات كبيرة وكثيرة أنهكت اللبنانيين ونحن لم ننكر يوما أنّ جزءاً من المسؤولية يقع علينا، تحملنا مسؤوليتنا بكل شجاعة وقدمت استقالتي وعلّقنا العمل السياسي وأفسحنا المجال لمدة 3 سنوات وأكثر وبقيت الأزمات وازدادت. ستقولون أنا الوحيد؟ لا يهم أنا أقبل. غيري مسؤول عن خياراته نحن مسؤولون عن أنفسنا أمام الناس وأمام رب العالمين”.

وأضاف: “كثرت الأزمات وآخرها وأخطرها حرب إسرائيلية استهدفت بلدنا وقتلت أهلنا ودمرت بيوتهم ومؤسساتهم ومزروعاتهم ومجتمعهم، زكما أنحني أمام كل الشهداء من أهلنا في الجنوب والبقاع وبيروت والضاحية وكل المناطق أرفع رأسي بالتضامن الذي عبرتم عنه خلال الحرب عندما فتحتم بيوتكم للمنكوبين واستقبلتم النازحين وقلتم بالفعل وليس بالكلام: “لبنان واحد واللبنانيون جسم واحد”، وكما كانت مسؤوليتنا جميعاً أن نواجه الحرب مسؤوليتنا جميعا أن نرمم الجسم اللبناني الواحد ونعيد إعمار المناطق المدمرة”.

وتابع: “هذه مسؤولية الجميع تماماً كما هي مسؤولية الجميع حل الأزمة الاقتصادية وإعادة التنمية في كل المناطق من عكار إلى طرابلس وصيدا وحتى آخر قرية في الجنوب ومن بيروت إلى الجبل والبقاع وصولاً حتى آخر جرود عرسال”.

ورأى الحريري أنّ “اليوم لدينا فرصة، لبنان لديه فرصة ذهبية، بات لدينا رئيس جمهورية وحكومة جديدة وأمل جديد عبّر عنه خطاب القسم لفخامة الرئيس جوزاف عون وبيان دولة الرئيس نواف سلام، أمامنا فرصة وقرارنا أن ندعم هذه الفرصة ونرفض ثم نرفض أي محاولة للالتفاف عليها”.

وأردف: “لأهلنا في الجنوب والبقاع والضاحية أقول: أنتم شركاء في هذه الفرصة ومن دونكم لا يمكن أن تتحقق، يجب أن تكسروا أي انطباع من السابق بأنكم قوة تعطيل واستقواء وسلاح، أنتم شركاء في فتح جسور العلاقة مع الأخوة العرب وشركاء في إعادة الإعمار، أنتم شركاء بقوة في إعادة الاعتبار للدولة التي وحدها بجيشها وقواها الأمنية ومؤسساتها تحمي اللبنانيين، كل اللبنانيين”.

وسأل الحريري: “في الأصل ماذا كان مشروع رفيق الحريري؟ ما هو مشروعنا غير دستور الطائف وبناء الدولة وإعادة الإعمار وتطوير المؤسسات والحفاظ على سيادة الدولة غير المنقوصة على كامل أراضيها؟ نحن بماذا كنا نطالب سوى بدولة طبيعية؟ هل تعرفون ماذا يعني ذلك؟ يعني دولة، السلاح فيها محصور بيد الجيش الوطني، والقوى الأمنية الشرعية، والاقتصاد فيها حر ومنتج ويوفر العمل والحياة الكريمة لكل اللبنانيين، دولة القضاء فيها مستقل ويطبق القوانين، ويحمي الحريات الخاصة والعامة، وينصف الجميع، وعلى رأسهم، الشهداء والجرحى والمنكوبون في انفجار المرفأ، وضحية الانفجار، حبيبة رفيق الحريري، عاصمتنا بيروت”.

وجزم مؤكداً: “نحن داعمون للعهد وللحكومة ولكل مجهود لنبني دولة طبيعية وعلاقات طبيعية مع عائلتنا العربية والمجتمع الدولي ولنستعيد دور لبنان في المنطقة والعالم، نحن مع الدولة وجيشنا الوطني، ومع كل مجهود يقومون به لفرض تطبيق وقف إطلاق النار والقرار 1701 كاملاً، أي خروج الاحتلال الإسرائيلي من كل القرى التي لا يزال موجوداً فيها”.

وأشار الحريري إلى أنّه “بعد عشرين سنة، مشروع رفيق الحريري مستمر، من خلالكم مستمر، بصيغة جديدة، مستمر، ومن حاولوا قتل مشروعه، أنظروا أين أصبحوا، “فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض” صدق الله العظيم”.

وتابع: “نعم، بعد عشرين سنة، رفيق الحريري حاضر، وجمهور رفيق الحريري حاضر، في هذه الساحة وفي كل ساحاتنا، جمهور رفيق الحريري ليس فقط تيار المستقبل، الذي كان وسيبقى تيار الاعتدال، تيار إعادة الإعمار، تيار الدولة، تيار المؤسسات، تيار الحريات، تيار العروبة والحداثة والانفتاح والعيش الواحد بين كل اللبنانيين، جمهور رفيق الحريري هو كل لبناني يرى اليوم ما هو المطلوب لحماية لبنان وحماية الفرصة والأمل لنعود دولة قوية في بلد طبيعي”

وشدّد الحريري على أنّ “هذا التيار تيار المستقبل وهذا الجمهور جمهور رفيق الحريري باقٍ هنا وباقٍ معكم وسيكون صوتكم في كل الاستحقاقات الوطنية، وكل المحطات المقبلة، كيف؟ سبق وقلت لكم: “كل شي بوقتو حلو”… اليوم هو الوقت لنفهم التغييرات الكبيرة التي حصلت عندنا وفي المنطقة، لنعلن تضامننا مع شعب فلسطين وتمسكنا بحل الدولتين”.

وتابع: “المشكلة مع نتنياهو هي الهروب من المسؤولية، الهروب من السلام إلى الحرب، ولا يمكن أن تحلّ لا على حساب مصر ولا على حساب الأردن ولا من حساب المملكة العربية السعودية”.

وأوضح أنّ “اليوم وقت شهيدنا الكبير، وقت الذكرى العشرين للرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل رفاقه الشهداء، اليوم هو الوقت لأقول لكم أنه كما على مدى 20 عاماً كنتم إلى جانبي ووقفتم إلى جانبي ولم تتركوني وأنا بدوري باقٍ إلى جانبكم وأقف معكم ولن أترككم، باقٍ إلى جانبكم وسأكمل معكم لنكمل سوياً بوصية رفيق الحريري، ومسيرة الاعتدال، والعيش المشترك، ولبنان أولاً! ثم أولاً ثم أولاً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى