تكنولوجيا وعلوم

أزمة الطاقة وتداعياتها

أقامت جامعة دهوك مؤتمرا وبينار تحت عنوان (أزمة الطاقة الحالية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي) يوم الاحد بتاريخ ٢٦/٦/٢۰٢٢ في تمام الساعة السادسة مساء وشارك في المؤتمر الدكتور محمود المسافر دبلوماسي ونائب رئيس جامعة UCIS الماليزية ورئيس سابق لجامعة لوسيل في قطر والدكتورة سلام سميسم خبيرة اقتصادية.
وادار الحوار د. نوار السعدي رئيس قسم الابحاث في الجامعة.وحضر المؤتمر أكثر من مئة شخصية أكاديمية من جامعات مختلفة.
ذكر الدكتور محمود المسافر في مداخلته الى أن أزمة الطاقة بدأت مع الحرب الاوكرانية الروسية عبر الحليف الاميركي زيلنسكي والاحداث السياسية المتلاحقة دفعت أميركا للتفكير جديا في ايقاف المارد الصيني عن التطوير وذلك من خلال منع الغاز والنفط من الوصول بسهولة الى الصين .فساعدت الحرب الاوكرانية الروسية في ايقاف قدرة روسيا التصديرية .وكانت اوروبا سابقا تعتمد على الغاز الروسي ففكرت مليا بالغاز الايراني والقطري كبديل عنه.وحظر الغاز الروسي ساهم في ارتفاع سعر النفط الخام وضرب سعر الغاز عالميا.وهذه الازمة رفعت الاسعار المرتبطة بالمحروقات وانخفضت الفعاليات الاقتصادية بسبب سياسات الانكماش التي تقودها البنوك المركزية في العالم لكبح جماح التضخم والذي سيضرب القطاعات العامة في كل الدول الا التي ستحول العبء الى المواطن والقطاع الخاص .
وحل هذه الازمة لن ينتهي الا مع اغلاق الملفات العالقة كمنطقة النفوذ الروسي والبرنامج النووي الايراني والصراع الغربي الصيني على تايوان وغيرها من الملفات.

وقدمت د. سلام سميسم مداخلة مميزة وبينت أن موضوع أزمة الطاقة ملف سياسي بامتياز وصراع مصالح استثمارية, وأكثر الدول تأثرا به الدول المنتجة المتطورة وكل الدول تلجأ حاليا الى البحث عن مصادر للطاقة البديلة.
ويرتبط نقص الغاز في أوروبا بالعقوبات المفروضة على روسيا وبما أن الازمة هيكلية فواجب اللجوء الى حلول هيكلية فالسبب الرئيسي هو الحرب الاوكرانية .
فنجد أن الصين قد بدأت بتعزيز انتاج الفحم والبحث عن أسواق بديلة كاللجوء الى الفحم الاسترالي وفرضت القيود على استخدام الطاقة ,ورفعت الدعم عن أسعار الفحم.
وبدأت الدول بتعديل خارطة التجارة العالمية ونظام حصص الطاقة ,فالدول المعاقبة تدعم بعضها بالطاقة.
ومؤتمر قمة الدوحة قبل أشهر هدفه الاساسي البحث عن طرق بديلة ونجد صفقات الغاز قدتمت بين مصر واليونان وتتوجه الدول حاليا نحو كردستان لتأمين حاجة السوق من الغاز.
وضاعفت شرق آسيا اسعار الغاز وبدأت أميركا تنشط انتاجها وارتفعت الاسعار عشرين مرة منذ بداية الازمة.
وبدأت فرنسا وإلمانيا باستخدام طاقة الرياح لتوليد الكهرباء.
وبدأت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بالارتفاع.
والحلول تعتمد على انتاج الطاقة البديلة في فترة زمنية قصيرةلتأمين حاجات الاسواق المحلية والخارجية.
وأصبحت عملية النقل مكلفة وهذا يؤخر الاستجابة لعملية الطلب وقد ارتفع ايجار الناقلات الكبيرة أكثر من مئة ألف دولار وإن صح القول فنحن على أبواب أزمة كساد تضخمي قد تقود الى حرب عالمية ثالثة.
وتتم السيطرة على الكهرباء لتتراجع الصناعات في البلدان المتقدمة فتنقطع السدود وتتراجع الخدمات السياحية.
بعض الدول رفعت ناتجها المحلي كالسعودية.وحسنت الامارات ناتجها من خلال الاستيراد وإعادة التصدير.
أما العراق فلم يتقدم والخوف عليه من الانكشاف في حال تزايدت الازمة والتضخم المالي.
وتراجعت روسيا اقتصاديافقد توقفت هذا العام عن سداد ديونها. وتعتمد سوريا ولبنان على التعويم المالي.والمغرب غدت في عداد الدول النامية وبدأت تعتمد على نفسها عكس الجزائر.
فالمنطقة تحتاج الى تغييرات جذرية وكل دولة ستتأثر حسب واقعها الاقتصادي.
والسؤال المحير هل العالم قادر على تخطي الازمة الحالية والتخلص من أثرها على اقتصاده دون اللجوء الى الحرب؟
د.حنان الشعار باحثة سياسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى