خاص MDM News

الأمير مجيد طلال أرسلان، سليل المجد، وحامل أمانة التاريخ

بقلم الدكتور نضال العنداري

الأمير مجيد طلال أرسلان… سليل المجد، وحامل أمانة التاريخ، هو ابن القامة الوطنية العريقة الأمير طلال أرسلان، وحفيد الزعيم الكبير الأمير مجيد أرسلان، الذي نقشت مواقفه في ذاكرة الوطن والكرامة، كما تُنقش الآيات في وجدان المصلّين. لم يكن مجيد اسمًا يتردّد في عائلة أرسلان فحسب، بل كان عهدًا بالوفاء، ووعدًا بالاستمرار، وحكاية بدأت منذ قرون ولم تُغلق صفحاتها بعد.

وُلد الأمير مجيد في كنف بيتٍ تاريخه ليس مجرد نسب، بل رسالة، ومسؤولية، وجذورٌ ضاربة في أعماق الأرض اللبنانية. تشبّع منذ طفولته برائحة الجبل، وسمع في مهد الطفولة صدى مواقف جدّه، حين وقف مجيد الأول على منابر الحرية مدافعًا عن عروبة لبنان وكرامة أبنائه، فلم يكن حفيده إلا امتدادًا حيًّا لذلك الصوت، ومرآةً صادقة لذلك المجد.

نشأ الأمير مجيد على القيم التي أرساها البيت الأرسلاني: الشرف، الكلمة الحرة، الدفاع عن الحق، والوقوف مع الناس لا فوقهم. وتعلّم أن الزعامة ليست لقبًا، بل تكليف، وأن القيادة الحقيقية لا تُورّث بقدر ما تُبنى بالمواقف، وبالعمل، وبالإخلاص لقضايا الناس وهمومهم.

إنه اليوم الوجه الشاب الذي يطلّ من تاريخٍ عابق بالنبل، والعين الواعدة التي تلمح آفاق المستقبل، حاملاً في قلبه وصايا الجدّ، وفي عقله حكمة الأب، وفي روحه شغف الشاب المؤمن بأن لبنان لا يُبنى إلا على التلاقي، والكرامة، والثوابت التي لا تهتزّ أمام رياح المصالح.

 

مسيرته السياسية والاجتماعية:

رغم حداثة سنّه، استطاع الأمير مجيد طلال أرسلان أن يشقّ طريقه في المشهد السياسي والاجتماعي اللبناني بهدوء الواثق، وعمق المُدرك لمسؤولية الإرث الذي يحمله، لا باعتباره ترفًا من أمجاد الماضي، بل أمانة ثقيلة تُحمل على الكتف والقلب معًا.

نشأ الأمير مجيد في بيئة تُعلي من قيمة الإنسان، وتحترم التاريخ، وتؤمن بأن القيادة ليست منصبًا، بل حضورٌ متجذّر في الوجدان الشعبي، وعمل يوميّ دؤوب بين الناس ومن أجلهم. لذلك، لم تكن خطواته السياسية استعراضية، بل مبنية على نهجٍ ثابتٍ في التفاعل مع حاجات الناس، واستيعاب همومهم، وطرح خطاب متزن يجمع ولا يفرّق، يُهدّئ ولا يُحرّض، يُصلح ولا يُزايد.

في منطقة الجبل، حيث تتشابك الهويات وتتعاقب الأزمات، اختار الأمير مجيد أن يكون صلة وصل لا أداة انقسام. شارك في اللقاءات الشعبية، سمع من المزارعين، وجالس كبار السن، ورافق الشباب في تطلعاتهم. لم يُقمْ لنفسه جدارًا من البرج العاجي، بل مدّ جسورًا من الصدق والاحترام، وعبَرها نحو الناس متواضعًا، صبورًا، مُنصتًا.

سياسيًا، ينتهج الأمير مجيد مقاربة تبتعد عن الشعبوية، وتقترب من البناء الهادئ للثقة والوفاق. لا يرفع شعاراتٍ فوقية، بل يُعبّر عن مشروعٍ يستند إلى جذور عائلته السياسية العريقة، ويطلّ برؤية حداثية تراعي تحوّلات الزمن. يدعو إلى دولة مدنية عادلة، تحترم التنوّع، وتحمي المكونات، وتعزّز مشاركة الشباب في القرار، مؤمنًا أن الإصلاح لا يكون بالقطيعة، بل بإحياء القيم والالتزام الحقيقي.

أما اجتماعيًا، فهو من أوائل من دعا إلى التماسك الداخلي للطائفة التوحيدية الكريمة، مؤمنًا أن وحدة الصف الدرزي ضرورة وطنية، لا محلية فحسب. يرى أن دور الطائفة لا يختصر في حجمها العددي، بل في رسالتها الأخلاقية والروحية، وفي كونها أحد أعمدة التوازن اللبناني، وعنوانًا للمواقف الحكيمة في أوقات العواصف.

في ظل انسداد الأفق السياسي، وتراجع الخطاب الوطني، يشكّل الأمير مجيد أملًا متجددًا بشبابٍ يملك الإرث ويطمح للتجديد، يزاوج بين احترام الموروث والبحث عن مستقبل مختلف، أكثر عدالة وإنصافًا واستقرارًا.

لم يخطُ الأمير مجيد أولى خطواته سعيًا إلى زعامةٍ أو مجدٍ شخصي، بل حمل في قلبه همّ الخدمة لا التسيّد، وخاض الميدان بروح الابن البارّ لأرضه وتاريخه وأبناء بيئته. لم يكن بحاجة إلى كثير من الكلام، فصمته كان أفصح من الخطابات، وحضوره كان وعدًا بأن الطريق لم تُغلق، وأن الأمل لا يزال حيًا ما دامت الحكمة رفيقة الوفاء، والعزم قرين الإخلاص، والنسب موصولٌ بالفعل لا بالاكتفاء بالاسم وحده.

 

دوره المستقبلي:

يُنظر إلى الأمير مجيد كامتداد حيّ لتاريخ العائلة الأرسلانية، ويحمل في قلبه وصايا الجدّ، وفي عقله حكمة الأب، وفي روحه شغف الشاب المؤمن بأن لبنان لا يُبنى إلا على التلاقي، والكرامة، والثوابت التي لا تهتزّ أمام رياح المصالح. يُتوقع له دور وطني جامع في المستقبل، يستند إلى إرث عائلته العريق ورؤيته الناضجة والمتقدمة.

لا يخفى على المتابعين أن الأمير مجيد يمثّل أملًا لجيل جديد يتوق إلى قيادات شابة، تحمل الإرث ولا تتكئ عليه، تبني على الماضي دون أن تُحبَس فيه. دوره المرتقب لا يقف عند التمثيل السياسي، بل يمتد إلى صياغة مشروع وطني جامع، يليق بتاريخ عائلته، ويستجيب لتحديات الزمن.

هو عنوان الاستمرارية في بيت ما زال ينبض بالعروبة، والكرامة، والوفاء، والالتزام بثوابت الطائفة والتنوع اللبناني. وفي زمنٍ تتراجع فيه القيم، يأتي الأمير مجيد ليؤكد أن الانتماء إلى بيت الأرسلان ليس امتيازًا فقط، بل مسؤولية وأمانة ونداء خدمة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى