الدبكة…و الدولار
كتبت سحب في MDM News
في خضم ما نعيشه من أزمة خانقة، بل من أزمات تكاد تقضي على ما تبقى من هذا الوطن، تلفت نظري تلك المقتطفات المسجلة على الشاشة المصغرة، من فيديوات الدبكة اللبنانية و التي لم نكن نراها بتلك الكثرة من قبل.ولعلها تمثل نداء من قبل نشئ، يحتمي بتراثه من ذلك الطوفان الجارف…
إن الناظر إلى هؤلاء الشباب و تلك الصبايا،تختطفه تلك الخطوات المدروسة التي تضرب الأرض بايقاع معين و يتفنن صاحبها بمسايرة اللحن،فنراه يبقي قدمه في الهواء مدة أو يلامس الأرض بعصاه ثم يتلاعب بها بجمالية تكاد تطغى على حلاوة النغم.وقد يفاجئك،فيجلس برهة ليعود فيقفز…و رفاقه من حوله، ترتسم الدهشة على وجوههم…
إنه تراثنا يا سادة، أقولها انا ابنة المدينة الساحلية، التي تغفو و تستيقظ على هدير الموج، لكن الجبل بعنفوانه ليس عنها ببعيد…
ذلك العنفوان الذي أبت الدسائس الا أن تختلسه منا،لتعلق المشانق في ساحة العملة الخضراء…
لقد تحولنا إلى الات رقمية يا سادة،نحتسب أنفاسنا و كلماتنا و حتى تاريخنا !!لم نعد نأبه الا بتلك الوريقات الخضراء: كم تساوي، بل كم نساوي نحن!
أهكذا أصبحنا؟ نحن أبناء ست الدنيا و أبناء صنين، نقف صفوفا طويلة،كقطعان غنم، ننتظر تلك الأرقام مع رنين جرسها ونتحسر على ما فات،كعجوز تنتظر ملاك الرحمة؟
و أين الرحمة في وطن لا يتعلم فيه ابن العامل و لا يستطيع حتى الأثرياء دخول مستشفى؟ لماذا؟و إلى متى؟
لقد نشأنا على أغان ك:بحبك يا لبنان و لبنان الأخضر…و لكن، قد انتابتك الأمراض يا وطني فاصفر وجهك و لم نحبك كفاية لنحميك مما يحاك لك.
انهض بالله عليك، انهض فالتاريخ لن يرحم، انهض فالدبكة لاتحلو الا على ارضك.