خاص MDM News

المتحابون في الله

كتبت سحب في MDM News
طالعتني هذا الصباح تلك الرباعية للشاعر الكبير،و هي على طرافتها،تنطوي على حكمة نكتشف معانيها اليوم، في زمن المادة…
الأخ يستولي على مال أخيه الذي تربى معه داخل الأسرة الواحدة،و الأمثلة للأسف ليست قليلة.و قس على ذلك في حياتنا اليومية، ما نراه من ممارسات غابت عنها ادنى معايير النزاهةالتي ينادي بها أصحاب المناصب و المعالي.
كم سمعت في مجتمعي الصغير كلاما عن فقدان الأصدقاء لدى البعض،و نظرة عن قرب أسفرت عن فقدان مفهوم الصداقة لدى هؤلاء: هم أصحاب طموحات، وتلك ليست تهمة، لكن الناس العاديين ليسوا سلما في سباق الحياة…
اما أصحاب العطاءات فهم محاطون أبدا بالمحبين…
و يطرح السؤال نفسه: هل هم محبون حقا؟
في حديث عن الرسول: قال الله عز و جل:«المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون و الشهداء».
لقد جعل الله لأصحاب المحبة الخالصة لوجهه مرتبة من أسمى المراتب، فقد ادرك جل جلاله انها سوف تفقد بين أبناء البشر و أن المصالح الشخصية و حب الظهور سوف يطغى على العلاقات الإنسانية فجعل المحبين في مصاف الأنبياء و الشهداء.
كم من علاقات بنيت ثم انقطعت، كان أساسها المنفعة الشخصية، و ربما انقلبت إلى عداوة و الله أعلم.
كم من تحية ألقيت بين جمع فلم تجد لها ردا.لماذا؟ و أين المشكلة في تبادل السلام ؟
كم من جار في وقتنا الحالي لا يسأل عن جاره و قد لا يعرف اسمه،و لست أبالغ هنا فقد بات الناس يخشى بعضهم بعضا… او ربما الوقت لم يعد كافيا، لقد تسارع في اخر الزمن…
لقد كثرت الأمراض ومعظمها عصبي المنشأ، لان الإنسان بات وحيدا مع آلته، يكاد لا يكلم أفراد عائلته الصغيرة.
مهلا يا سادة، العمل مهم و المال عصب الحياة.لكن العلاقات الإنسانية شريانها و مجرى دمها، فعلينا حمايتها من التلف. تلك الآلات التي أدمناها،قد تعيد شيئا من تلك العلاقات إلى نصابها.
لقد ابتعد الغرب في مسيرته طويلا نحو التقدم لكنه الآن يعود إلى العائلة.لنعد إلى لقاءاتنا، إلى عاداتنا الجميلة، إلى المحبة في الله،.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى