الجمال… في غرف العمليات

كتبت سحب في MDM News
حينما سئل سقراط عن الجمال، قال: إنه طاغية قصير الأجل.
و قد اختلفت معايير هذا الطاغية و تطورت عبرالأزمنة،فهو يتجسد عند المجتمعات القديمة بالمرأة الممتلئة التي تمثل الخصوبة والإنجاب و الذرية القوية…
أما بعد الثورة الصناعية، حين خرجت المرأة إلى العمل و بات عليها أن تشارك الرجل هموم الحياة، فقد نحل القوام و شد الحزام ليتناسب مع المستجدات.
و الجمال ليس حكرا على المرأة فقد أثبتت الأبحاث أن الفراعنة قد أجروا عمليات التجميل أثناء تحنيط ملوكهم، أمثال توت عنخ آمون و ذلك ليعبروا إلى العالم الآخر بمظهر ملائم.فتلك الممارسات إذا قديمة قدم التاريخ.
لكن المظاهر في عصرنا الحديث باتت تحكمها،فكثرت عمليات البوتوكس وال Filling
و ما إلى ذلك دونما انتباه إلى ردات فعل الجسم على تلك المواد الدخيلة فإذا بالإلتهابات الجرثومية و التفاعلات في الجهاز المناعي وصولا إلى التشوهات…
هنا أتوقف عند هذه النقطة لأستذكر المثل القائل: كل ما يزيد عن حده ينقلب إلى ضده.
إن هذا السعي اللاهث نحو الجمال بل نحو فئة عمرية معينة و قلما نشهده في الغرب…يتنافى يا سيدتي الكريمة مع مفهوم المساواة مع الرجل الذي نادينا به منذ عقود من الزمن
لقد بتنا نرى في مجتمعاتنا نماذج مكررة من سيدات متشابهات، حادة الملامح و قد غابت تعابير الوجوه لتبقى نظرات صارمة كانعكاس الضوء فوق مبضع جراح…
الطبيعة يا سيدات ! من منا قادرة على تخطي نظامها ؟ إن تجاوز الثلاثين أو الأربعين أو حتى الخمسين هو هبة من الباري عز و جل و ليس عيبا نخفيه.
أنت لا تخفينه بتلك العمليات ،سيدتي ، بل تبرزينه بأبشع صورة، فقد غابت الأنثى و بقيت الدمية، دمية حقنت بمواد كيميائية و سموم طبية…
غابت السيدة و بقيت الجارية ،أجل إنها عبودية مقنعة في عالم الرجل… أنت تتوسلين إليه أن يطيل بعمرك الافتراضي و كأن مصيرك يتوقف عند رقم من الأرقام…
الجنة يا سيدتي تحت أقدام الأمهات،و لكل عمر جماله بل روعته.و تلك التجاعيد التي تخفينها هي جنى تجارب و معارك كنت انت بطلتها.فلم التوسل و لم هذا اللهاث؟
الجمال يا سيدتي بداخل كل امرأة و ليس في غرف العمليات…