خاص MDM News

قيود… من دانتيل


كتبت سحب قي موقع MDM News
يأتي شهرآذار حافلا بالمناسبات الاجتماعية، من يوم المرآة العالمي إلى عيد الأم… وهنا أتذكر ما تغنينا به طويلا من حرية المرأة و المناداة بالمساواة .كان ذلك على مقاعدنا الدراسية حين كنا نحلم بدخول الجامعة و الخروج إلى العمل و الاستقلال المادي.
و تحقق كل ذلك، و كان الواقع أشبه بخطى ارمسترونغ فوق سطح القمر الذي طالما تغزل بسحره الشعراء..
رأينا حروبا شعواء بين أجيال تخاف اجتياح الحداثة و أزاهير تكاد لا تنبت امام عواصف الحقد…
رأينا المرأة تحارب نظيرتها يا سيدات، لأنها تخشى المنافسة، رغم سرعة المجالات و تعددها…
رأينا المجتمع يئد المرأة كل يوم تحت عنوان التحرر!! يطلب منها العمل خارج البيت و داخله و الحساب معها و معها فقط ، دائما عسير، كأننا في عصور الجاهلية!
رأينا تلك الصبية تعمل سويعات إلى جانب دراستها ،لتخفف الحمل على الأهل وإذا بالوحوش تتصدى لها من الداخل قبل الخارج…
كم من بيت في بلادنا غاب عنه المعيل، بسبب وفاة أو سفر،فقادت سفينته أم رؤوم بانتظار فرج ليس بقريب أو زوج لم يعد وحيدا في الغربة…
كم رأينا من سيدات يدخلن السموم في أجسادهن ليستعدن شبابا لن يعود، فإذا بنا أمام نسخ غابت عنها طبيعة حواء ودفئها.
نعم، أناقة باريسية وسيارات فارهة في غاية الفخامة، لكن زجاجها الداكن يخفي واقعا لا يقل سوادا في كثير من الأحيان….
لقد كثرت الزيارات إلى الأطباء النفسيين و أطباء الأمراض المستعصية، بل كثرت حالات الطلاق و تفرقت الأسر…
إن السلاسل التي كانت تقيد الجواري في غابر الزمن قد تغير شكلها و تطورت، أصبحت من الدانتيل يا سادة!! باتت النساء يلبسنها طوعا بعد أن كن يقاومنها…
سيدتي… أنت إنسانة، ام و أخت و ابنة و فرد في المجتمع،و لست أسيرة عند الرجل… نعم أنت شريكة حياته و نصفه الآخر و ستعبران معا مرحلة الشباب إلى مرحلة أكثر نضجا، فهذه سنة الطبيعة.
و أنتم يا سادة، مهلا فما أكرمهن إلا كريم و نحن في الشرق أهل الكرم… والسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى