الشعب… في أول شعبان

كتبت سحب في MDM News
تتوالى الأيام سريعة،و .يقترب الشهر الفضيل ببركاته و طقوسه المحببة.و تتقارب الهزات في الآونة الأخيرة بفعل نشاط الفوالق.و لله الحمد، فان مراكزها بعيدة نسبيا عن بلدنا الصغير،و الا كنا أصبحنا أثرا بعد عين.
و لا يخفى على احد ما يعانيه اللبناني يوميا من أزمات اقتصادية، اتسع مداها لتشمل حياته الاجتماعية بل فككت حياته الأسرية ،فقد تشرذمت العائلات في بقاع الأرض و لم تبق الا نواتها أو تكاد ،في وطن يعض على جراحه.
و كان الزلزال تلك القشة التي زادت الحمل.فاللبناني الذي نزل يوما إلى ساحة الثورة و تراجع حين دعت الحاجة إلى وقفات تضامنية، فر هاربا الان كما فر مرات عديدة أثناء الحرب،و ربما لا يذكر هذا الجيل ما عانيناه من تهجير أثناء الحرب،و ما أحسسناه حين كانت مدينتنا تقصف بأسلحة الميدان….
هو خوف هذه المرة على حياة، يتمسك بها الإنسان رغم ما لها و ما عليها، بل حب للاستمرار موجود عند كل الكائنات، هذا الحب الذي جعل شعبنا يغادر منازله في الليالي، كأن الحياة تنتظره في الخارج…
و اذكر هنا ما يرويه أهلنا عن زلزال عام 1956،فقد اعتقد البعض انه يوم الحساب، بينما ظنت تلك العجوز الوحيدة أن لصا يهز سريرها! و في ذلك اليوم أيضا، خرج الناس إلى البحر بالمئات…
وبعد ما يقارب الستة عقود أو أكثر قليلا، يتكرر المشهد،و تمتلئ الطرقات بالسيارات المتوجهة إلى شاطئ البحر…
أنا أفهم أن يخرج المرء من داخل الجدران إلى الطريق، رغم أن القدر بيد القادر، لكن أن نستعمل آلياتنا في ظل الاحتمال ان نفقد السيطرة عليها بل تعيقنا عن الفرار اذا لزم الأمر، ذلك ما ألوم عليه البعض.
و نحن يا سادة في الألفية الثالثة،و قد رأينا على شاشات التلفزةامواج ال
Tsunami
تغرق بلادا بأسرها، فكيف نتوجه إلى البحر مع احتمال ارتفاع سطحه؟
لقد تعلمنا في أفضل المدارس و تخرجنا من أهم الجامعات، لكن الخوف أعادنا سبعين سنة الوراء بدل أن نحكم العقل في هذا الوقت بالذات حيث من الممكن أن تفلت منا زمام الأمور لا قدر الله !
لكنه الخوف، أقولها من جديد، انه خوف الشعب في أول شعبان !