كيف حال التعليم؟
كتبت سحب في MDM News
«من طلب العلى سهر الليالي». مثل نشأنا عليه و كنا نترنم بمعانيه،و كان عونا لنا على ضوء الشموع وتحت القصف.
و تأذت العيون و ضاع سحر الجفون في سعينا لإيجاد مكان تحت الشمس.و كان الجواب دائما: هل من خبرة؟
و أية خبرة تلك لطالب تخرج حديثا؟
و بدأنا العمل بشبه راتب،و تعددت الفرص في ظل إغلاق المعابر و تتابعت ساعات العمل، مثمرة، سريعة، مرهقة، تحمل معها المزيد من المسؤولية إلى البيت وسط العائلة و همومها.
و كانت الام الراس و الجسد تعبر عن ثقل الأيام رغم البيئة الحاضنة التي احتوت تلك الصعوبات و لمست بحنانها الكثير من الجروح… و أية جروح..
كان للتراتبية ثمنها رغم العطاء اللامتناهي و التضحيات الجمة التي امتدت إلى جميع الفصول.فكان لصراع الأجيال ضمن أفراد المهنة الواحدة نصيبه الكبير.و كم امتدت أيدي الشر لتقتص من النبتة الخضراء ما عجزت عنه السنديانة العجوز في سنواتها الخالية… فكانت الاعاصير على أرض المعرفة.
لكن الربيع يزهر في بقاع أخرى.وكانت مواسم خير و عز، لا تخلو هذه المرة من صراعات بين الأجيال، كانت تؤدي دائما إلى شاطئ الأمان.
لأن الأستاذ في عصرنا هذا لم يعد المصدر الوحيد للمعلومات: لقد تغيرت المفاهيم و معها الأساليب، فكان للاستمرار شروط لا يتحملها الا شغوف بالعلم، محب للبحث و الدراسة.
إلى ذلك، يجب النظر إلى رقي مجتمعاتنا و طبيعة أفرادها التي وصلت إلى درجة من التعليم باتت تنظر فيه إلى أبناء المهنة نظرة الند للند بعد أن كان للاستاذ هيبته في الماضي، بل نظرتها إلى موظف موكل بذلك التلميذ.لقد اختلفت المعايير و الغربال يعمل و يسقط من يسقط
لانها سنة التطور.أما من بقي، فهو أخيرا صاحب «الخبرة» الذي أثقلت السنون متن سفينته قبل أن يصل إلى شاطئ الأمان…و أي امان..
لقد تهاوت العملة الوطنية في ظل الظروف التي يعيشها الوطن ومعهاالمدخرات، و باتت الرواتب التي كانت تحيي نضال السنين، تتآكل و تتراجع أمام مد العملة الأجنبية.وبتنا نرى و نسمع شكاوى من نوع جديد: عجز عن الاكتفاء لدى المعلمين، عجز عن الوصول إلى مكان العمل، عجز عن التفكير في مستقبل لا تشرق فيه شمس و لا يضيء فيه نجم.
المعلمون في أزمة يا سادة، معاناة في أرض الاشعاع والنور.خوف من المجهول يعاني منه المعلمون في هذه الأرض، قطاع التعليم الخاص يشهد نزحوا للخارج،وقد نشهد انهياره اذا لم يتخذ المجتمع بكل أطيافه التدابير لدعمه.انظروا لأوضاع المعلمين في البلدان التي نهضت على أعقاب الحرب العالمية الثانية، في ألمانيا و اليابان، انهم يتمتعون بمزايا ليست موجودة في أرقى دولنا العربية،لانها بلاد تعي مفهوم التحضر.
و انتهي بمقولة تشرشل حين قصفت الطائرات الألمانية لندن، فسأل من حوله كيف حال التعليم و القضاء في بلادنا؟ أجابوه :بخير، قال :نحن اذا بخير…
و اترك لكم التعليق…