خاص MDM News

رمضان جانا… مهلا رمضان !

كتبت سحب في MDM News
يقول الله تعالى في كتابه الكريم:«يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم
تتقون».البقرة /183
ان مفهوم الصيام بمعناه الديني قد وجد قبل الاسلام،فقد اعتاد اليهود و النصارى على الصيام في أيام
محددة.كما تشير الدراسات إلى وجود هذه الممارسات لدى البوذيين و الهندوس.
وإذ يذكر المولى التقوى و هو الجانب الروحي من الصيام، فإن التأثير الطبي لا يمكن نكرانه.إذ يقول
العلماء ان الجسم لدى الصائم يأكل بعض خلاياه مما يساعده على المحافظة على وظائفه الأساسية و يخفف
من حموضته. فالصيام مستشفى قائم بحد ذاته، يؤخر من شيخوخة الخلايا و يحارب أمراض السكري و
الضغط و أمراض القلب و الشرايين.
و قد يستغرب القارئ ان بعض الحيوانات تصوم تلقائيا حين تمرض أو تصاب بجروح و يشهد العلماء
تحسنا ملحوظا في أجساد تلك الحيوانات؛ فالصيام يكون هنا بحكم الغريزة.
اما الإفطار في الإسلام و حسب السنة النبوية، فيكون على تمر و ماء ثم الذهاب إلى صلاة المغرب و بعدها
يعود الصائم لتناول الطعام فيكون الجسم قد امتص التمر و كذلك فان الماء يكون قد نزل جزء كبير منه في
المعدة.
اما ما نشهده في مجتمعاتنا فما شاء الله!! معارك محتدمة مع الأصناف العديدة و صور تتناقلها وسائل
التواصل الاجتماعي و تضيع معها المعاني الروحية للشهر الكريم…
كان ذلك في الماضي القريب قبل ثورة 17 تشرين المجيدة و جائحة كورونا و ما ترتب عنهما.
كان رمضان شهر اللقاءات العائلية، نتزاور في بداياته للمباركة بقدومه ولدى رحيله احتفالا بعيد الفطر.
هكذا كنا.فاين أصبحنا؟ لقد اختفت الزيارات أو كادت.أما الولائم فأصبحت حكرا على طبقات معينة من
المجتمع، بل إن تعدد الأصناف لم يعد متاحا للجميع، حين تتجاوز كلفة صحن الفتوش، هذا الطبق اليومي،
للشخص الواحد مئتي الف ليرة فيما تضاءلت قيمة الراتب في ظل الارتفاع غير المسبوق للدولار.
و رمضان، ذلك الضيف الخفيف الظل، قد قلنا له أهلا فبتنا نقول مهلا،و لكن بأية روح؟
لقد قلنا بما معناه في البداية:«صوموا تصحوا».و لكن متى تصح جيوبنا من هذا السرطان اللعين ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى