خاص MDM News

أمان!

كتبت سحب في MDM News:
كانت أمان تنتحب في الغرفة المظلمة، حيث الستائر منعت ضوء النهار عن تلك الصبية.
كانت الأيام تمضي متشابهة، بوتيرة بطيئة، في ظل طائرة تزامن أزيزها مع معيشة تلك الأحياء البسيطة.
و كان دوي قاتل ينطلق ليلا ،نهارا،يلتهم القلوب و يختلس الأعمار في المدينة التي اتسع قلبها للغريب و القريب حتى أصبح أهلها الضيوف بعد أن كانوا أرباب منازلهم…
كانت الوجوه حائرة، متسائلة،تنتابها ثورة لا تلبث أن تخمدها نسائم خير،تحملهاأخبار من بلاد مجاورة.
و لعل مفهوم الجار للجار و مفاهيم وحدوية، انطلقت منذ عقود، كانت تهدئ ما بجيش في قلب أمان، الذي لم يخفق بفرح منذ عهود…
لكن هذا الظلام الذي يغطي الغرفة الصغيرة، كانت تخشاه منذ الطفولة:كان الصمت و كان الموت و كان الوحدة، في زمن التواصل الاجتماعي الذي حوِّلنا إلى أدوات، تمسكها الآلة و تلهو بها كما يشاء قتلة الأنبياء…
تلاشي عهود المحبة و تلازم أمواج الزمن عند الشاطئ الذهبي حجب خيوط الشمس و أغرق الروح في غروب عانق الظلام و دفع بخيوط الفجر بعيدا..
كان الاحبة يلتقون تحت ضوء القمر،يرتشفون ندى الزهر في كؤوس من أثير… حتى تلك الكؤوس، تحطم بعضها وتهجرت بلوراتها في غياب الرعيان… و أي رعيان !
و هبت ريح، رفعت بعض تلك الستائر و تهافت النور ينثر لآلئ طال انتظارها…فانفرجت أسارير أمان عن لآلئ ثغرها،
و قفزت كالظبية تزيح تلك الستائر.و نظرت من خلف النافذة: كان نور الفجر يتسلل بخفر… و تراءى لها راع أو اثنان يشقان الدرب بعصا تخشاها ثعابين الظلام…
و تعالى رنيم منجيرة ينادي للدلعونة و الميجانا وةقاطرت أفواج من الشباب، تلبي النداء، بيد واحدة و قلب واحد…
و أشرقت الشمس فوق المرج الأخضر تحيي الشجر و البشر و تعيد النور و الأمان… إن شاء الله…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى