ثقافة ال Netflix
كتبت سحب في موقع MDM News
يحكى أن السينما كانت موردا اقتصاديا هاما لهوليود الشرق عندما كانت الفرق العالمية تشارك ليلى مراد استعراضاتها و التصاميم الأجنبية تزين اناقتها.
و كانت سينما الخمسينات و الستينات في عصرها الذهبي تتباهى بطبقاتها المخملية في الأمسيات الراقية
و لدى الافتتاحيات في مصر و لبنان.
و الكلام على ذمة الرواة طبعا، انما نحتفظ من ذلك الماضي الجميل بصور الأبيض و الأسود حيث ترفل السيدات بالفراء و المجوهرات، استعدادا لحضور فيلم جديد في اهم دور العرض.
و كان للسبعينات ،رغم النكسة، نصيبها أيضا… حتى أتت شرارة الحرب،فافلت الزمام و تاهت الخريطة زمنا طويلا… إلى أن حطت رحال المجتمع اللبناني على جهاز الفيديو في الثمانينات،فساهمت منتجاته وخدماته في اقتصاد الشارع،و كان متنفسا للشعب اللبناني وسط أجواء مشحونة، يغدو معه الخروج من دائرة الحي أو المنطقة متعذرا، وبات السفر محظورا على جزء كبير من الشعب بسبب غلاء كلفته.
ولعل تعلق اللبناني بمشاهدة تلك الروايات، أفلاما كانت أو مسلسلات، هروب من واقع يصعب تغييره، كمن يقرأ كتاب الف ليلة و ليلة قبل أن يغفو… في كوخه المتداعي.
و تعددت الأجهزة، وباتت من مستلزمات الحياة اليومية،و رفيقة الجلسات.وكان للمجال الرقمي دوره في حياتنا ،شئنا ام أبينا: بدا بآلات كبيرة، احتلت مساحات من منازلنا، ثم تضاءل حجمها و تعاظم شأنها… لقد دخلت إلى المحفظة، بل إلى الجيب، و جلست في مخادعنا تأبى الا أن تحادثنا قبل النوم، ثم نستيقظ على أخبارها.و كان لا بد لها أن تنقل كل المستجدات، حتى الروايات الطويلة و القصيرة، التي بتنا نشاهدها مرتدين ملابس النوم أحيانا كثيرة.ومرة أخرى تتوه الجغرافيا و نتوه معها أمام بحر من المعطيات.
لقد اقترب البعيد و تكلم الحديد يا سادة!انها العولمة بأشكال جديدة، تحمل مضامين ثقافية أحيانا،و مفاهيم مخالفة للطبيعة أحيانا أخرى.
كان للوثائقيات نصيب كبير ضمن شبكة الNetflix
و كان للأفلام التاريخية الذي انصب قسم كبير منها على الحرب العالمية الثانية وصولا إلى معاناة اليهود في ظل النازية، ما يرسم علا مة استفهام كبيرة حول توجهات هذه الشبكة وأهدافها!
و لا انكر كيف تكشف بعض الأفلام النقاب عن عمليات الاحتيال المالية في أميركا، بل عن معاناة المتقاعدين في ظل وجود فساد إداري يحكم سلطته على ممتلكات المتقاعد و يسلبه امواله و حقوقه.
بل تطرقت بعض الأفلام إلى فساد لدى الشرطة الأميركية نفسه و تاثيره على الأفراد.
نظام التعرية هذا يقابله تصوير النتفلكس للعلاقات الشاذة في الكثير من الأعمال على انها نوع من التطور الفكري و الاجتماعي، مما يطرح أيضا علامة استفهام حول الهدف من تكرار وجود هذه الجوانب التي يمكن الاستغناء عنها في سياق الروايات.
إنها ثقافة جديدة أيها السادة،امركة العالم بأسلوب يدخل السم في الدسم، تلك هي ثقافة ال Netflix !