في بيتنا… هزة
كتبت سحب في موقع MDM News
كانت ليلة شتاء انتظرناه طويلا هذه السنة، باردة رغم الشراب الساخن، كئيبة رغم لعب قطتنا بكرتها الصغيرة.نترقب فيها غدا ،قد تشرق فيه شمس أخرى.
و كان للاغطية الدافئة دورها في إزاحة تلك الأفكار عن رؤوسنا ،المشغولة ابدا،فاستسلمنا لنوم عميق بعد تثبيت المنبه على الخامسة صباحا…
فجأة، استيقظت على اهتزاز، ظننت أنني أحلم،و سميت بالرحمن، لكن الاهتزاز استمر: السرير، المرآة، خزانة الحائط.ظللت ممددة، انتظر ان ينتهي ما ظننته كابوسا أو تمنيت أن يكون…
لقد عشنا ما عشنا سنين الحرب بويلاتها،فهاجمتنا النيران،وانكسر زجاج الغرف، بل انتقلنا إلى مناطق أخرى، لكن غرفة النوم الصغيرة حيث تغفو الأحلام كل ليلة كانت بمامن من كل الشرور، كانت مكتبا للدراسة و مهدا للنوم و محطا الأسرار.و كانت الخزانة و لا تزال دارا صغيرة لأناقة لا تكاد تفارقني..
الا في تلك الليلة… في بيتنا هزة يا جماعة! داخل المسكن، حيث تسكن الأرواح وتطيب الجلسات، وفي السرير الذي طالما استمع للأنين و ارتوى من الدموع، في الغرفة، حيث الأمان مهما كان الخارج موحشا و قاتما…فاي أمان أحلم به بعد الان؟
و ارتفعت التكبيرات في المآذن…ابتهالات ننادي بها الخالق و نتوسل اليه .
كانت مسألة ثوان يا جماعة، مسالة درجة أو اكثر، لو تخطيناها لكنا في خبر كان!ايمكن أن نتخيل أنها ثوان أو دقائق تفصل بين الموت و الحياة؟ لقد ايقظنا الخالق ليعيدنا إلى رشدنا، ليعيدنا إلى حساباتنا مع أنفسنا، وسط مظاهر الفساد و الانحلال…
و بدا العامة كمن استفاق من غيبوبة،فانتشرت شعارات الإيمان و كثر الحديث عن مظاهر الساعة.
ولعل تلك الأجواء الدينية هي من إيجابيات ذلك الزلزال الذي ترافق في علاقة جدلية مع العاصفة الهوجاء…. لقد تلقينا الصفعة تلو الأخرى، هذه المرة من يد امنا الطبيعة التي شاءت ان تؤدبنا نحن أبناء الوطن، لعلنا نتحد،فنضيئ المشاعل بدلا من ان نلعن الظلام.