اغتيال بلد

كتبت سحب في موقع MDM News
نتذكر في هذه الأيام الكئيبة ذلك الزلزال الذي أصم الآذان و أحرق القلوب منذ ما يقارب العقدين من الزمن…
و لعل الذاكرة تعود إلى أبعد من ذلك، إلى وطن مزقته أيدي الشر و نزفت جراحه،فتشوه وجهه و تعثرت خطاه و تنكر له القريب قبل البعيد…
وحين اقتربت منه سفينة نجاة،احمرت عيون،والتهبت انفاس و سطرت أقلام …
كان لا بد لهذا البلد أن يترك وحيدا مشردا، مهما كان الثمن… كانت العملة الوطنية في اتعس حالاتها و الخدمات الأساسية للمواطن شبه مفقودة، ناهيك عن دمار وسط العاصمة و قلبها المتعب…
و ابتدأ الجهد و النشاط.و لم تسلم الشجرة المثمرة من حجارة الحسد و الجهل.و هل يخطئ الا من يعمل ؟
وكانت التربية قاعدة أساسية في بناء ما تهدم،فتخرج الآلاف من أهم الجامعات، ليعود لبنان رائدا للعلم و المعرفة في شتى المجالات.
و عاد لوطننا موقعه الدولي و نهضت بيروت بحلتها الفاخرة،و ابتسمت لها الأيام… ولكن إلى متى؟
إن من ينظر إلى الأحداث و الأشخاص في شرقنا، يجد هامشا مرسوما لا يمكن تخطيه: من غير المسموح أن تتعاظم قوة ،سياسية كانت أو جغرافية، الا و تطفئها أيد جهنمية.
و هكذا كان…
نار يا سادة أحرقت البلد!!
ذلك الحالم الذي قد تتفق معه ام لا، قد تم اغتياله،ليغتالوا البلد!